ذكر ذي الشهادتين خزيمة بن ثابت وطرف من أخباره
  الناس هذا الرجل ورأوه بالعين الصحيحة لعلموا أنه لو كان وحده وحاربه الناس كلهم أجمعون لكان على الحق وكانوا على الباطل.
  ثم قال # وأين نظراؤهم من إخوانهم يعني الذين قتلوا بصفين معه من الصحابة كابن بديل وهاشم بن عتبة وغيرهما ممن ذكرناه في أخبار صفين.
  وتعاقدوا على المنية جعلوا بينهم عقدا وروي تعاهدوا.
  وأبرد برءوسهم إلى الفجرة حملت رءوسهم مع البريد إلى الفسقة للبشارة بها والفجرة هاهنا أمراء عسكر الشام تقول قد أبردت إلى الأمير فأنا مبرد والرسول بريد ويقال للفرانق البريد لأنه ينذر قدام الأسد.
  قوله أوه على إخواني ساكنة الواو مكسورة الهاء كلمة شكوى وتوجع وقال الشاعر:
  فأوه لذكراها إذا ما ذكرتها ... ومن بعد أرض دونها وسماء
  وربما قلبوا الواو ألفا فقالوا آه من كذا آه على كذا وربما شددوا الواو وكسروها وسكنوا الهاء فقالوا أوه من كذا وربما حذفوا الهاء مع التشديد وكسروا الواو فقالوا أو من كذا بلا مد وقد يقولون آوه بالمد والتشديد وفتح الألف وسكون الهاء لتطويل الصوت بالشكاية وربما أدخلوا فيه الياء تارة يمدونه وتارة لا يمدونه فيقولون أوياه وآوياه وقد أوه الرجل تأويها وتأوه تأوها إذا قال أوه والاسم منه الآهة بالمد قال المثقب العبدي
  إذا ما قمت أرحلها بليل ... تأوه آهة الرجل الحزين