شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر أقوال من طعن في سياسة علي والرد عليها

صفحة 243 - الجزء 10

  السياسة وأنت موضع الرئاسة تورد بمعرفة وتصدر عن منهل روي مناوئك كالمنقلب من العيوق يهوي به عاصف الشمال إلى لجة البحر.

  كتبت إلي تذكر طيب الخيش ولين العيش فملء بطني علي حرام إلا مسكة الرمق حتى أفري أوداج قتلة عثمان فري الأهب بشباة الشفار وأما اللين فهيهات إلا خيفة المرتقب يرتقب غفلة الطالب إنا على مداجاة ولما تبد صفحاتنا بعد وليس دون الدم بالدم مزحل إن العار منقصة والضعف ذل أيخبط قتلة عثمان زهرة الحياة الدنيا ويسقون برد المعين ولما يمتطوا الخوف ويستحلسوا الحذر بعد مسافة الطرد وامتطاء العقبة الكئود في الرحلة لا دعيت لعقبة إن كان ذلك حتى أنصب لهم حربا تضع الحوامل لها أطفالها قد ألوت بنا المسافة ووردنا حياض المنايا وقد عقلت نفسي على الموت عقل البعير واحتسبت أني ثاني عثمان أو أقتل قاتله فعجل علي ما يكون من رأيك فإنا منوطون بك متبعون عقبك ولم أحسب الحال تتراخى بك إلى هذه الغاية لما أخافه من إحكام القوم أمرهم وكتب في أسفل الكتاب:

  نومي علي محرم إن لم أقم ... بدم ابن أمي من بني العلات

  قامت علي إذا قعدت ولم أقم ... بطلاب ذاك مناحة الأموات

  عذبت حياض الموت عندي بعد ما ... كانت كريهة مورد النهلات

  وكتب إليه يعلى بن أمية