ذكر أقوال من طعن في سياسة علي والرد عليها
  ما ورد به كتابك لألفينك بين الحالين طليحا وهبني إخالك بعد خوض الدماء تنال الظفر هل في ذلك عوض من ركوب المأثم ونقص الدين.
  أما أنا فلا على بني أمية ولا لهم أجعل الحزم داري والبيت سجني وأتوسد الإسلام وأستشعر العافية فاعدل أبا عبد الرحمن زمام راحلتك إلى محجة الحق واستوهب العافية لأهلك واستعطف الناس على قومك وهيهات من قبولك ما أقول حتى يفجر مروان ينابيع الفتن تأجج في البلاد وكأني بكما عند ملاقاة الأبطال تعتذران بالقدر ولبئس العاقبة الندامة وعما قليل يضح لك الأمر والسلام.
  هذا آخر ما تكاتب القوم به ومن وقف عليه علم أن الحال لم يكن حالا يقبل العلاج والتدبير وأنه لم يكن بد من السيف وأن عليا # كان أعرف بما عمل.
  وقد أجاب ابن سنان في كتابه الذي سماه العادل عن هذا السؤال فقال قد علم الناس كافة أنه # في قصة الشورى عرض عليه عبد الرحمن بن عوف أن يعقد له الخلافة على أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة أبي بكر وعمر فلم يستجب إلى ذلك وقال بل على أن أعمل بكتاب الله وسنة رسوله وأجتهد رأيي.
  وقد اختلف الناس في ذلك فقالت الشيعة إنما لم يدخل تحت الشرط لأنه لم يستصوب سيرتهما وقال غيرهم إنما امتنع لأنه مجتهد والمجتهد لا يقلد المجتهد فأيهما أقرب على القولين جميعا إثما وأيسر وزرا أن يقر معاوية على ولاية الشام مدة إلى أن تتوطد خلافته مع ما ظهر من جور معاوية وعداوته ومد يده إلى الأموال والدماء أيام سلطانه أو أن يعاهد عبد الرحمن على العمل بسيرة أبي بكر وعمر ثم يخالف بعض أحكامها إذا استقر الأمر له ووقع العقد ولا ريب أن أحدا لا يخفى عليه فضل ما بين