شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ما رواه أبو حيان في حديث السقيفة

صفحة 287 - الجزء 10

  كلام أمير المؤمنين # هذا وكذلك من قبله من الإمامية كابن النعمان وبني نوبخت وبني بابويه وغيرهم وكذلك من جاء بعده من متأخري متكلمي الشيعة وأصحاب الأخبار والحديث منهم إلى وقتنا هذا وأين كان أصحابنا عن كلام أبي بكر وعمر له # وهلا ذكره قاضي القضاة في المغني مع احتوائه على كل ما جرى بينهم حتى أنه يمكن أن يجمع منه تاريخ كبير مفرد في أخبار السقيفة وهلا ذكره من كان قبل قاضي القضاة من مشايخنا وأصحابنا ومن جاء بعده من متكلمينا ورجالنا وكذلك القول في متكلمي الأشعرية وأصحاب الحديث كابن الباقلاني وغيره وكان ابن الباقلاني شديدا على الشيعة عظيم العصبية على أمير المؤمنين # فلو ظفر بكلمة من كلام أبي بكر وعمر في هذا الحديث لملأ الكتب والتصانيف بها وجعلها هجيراه ودأبه.

  والأمر فيما ذكرناه من وضع هذه القصة ظاهر لمن عنده أدنى ذوق من علم البيان ومعرفة كلام الرجال ولمن عنده أدنى معرفة بعلم السير وأقل أنس بالتواريخ.

  قوله # مودع لا قال ولا مبغض ولا سئم أي لا ملول سئمت من الشيء أسأم سأما وسآما وسآمة سئمته إذا مللته ورجل سئوم.

  ثم أكد # هذا المعنى فقال إن انصرفت فلا عن ملالة وإن أقمت فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين أي ليست إقامتي على قبرك وجزعي عليك إنكارا مني لفضيلة الصبر والتجلد والتعزي والتأسي وما وعد الله به الصابرين من الثواب بل أنا عالم بذلك ولكن يغلبني بالطبع البشري.

  وروي أن فاطمة بنت الحسين # ضربت فسطاطا على قبر بعلها الحسن