شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر بعض الآثار والأشعار الواردة في ذم الدنيا

صفحة 261 - الجزء 11

  والشكول التي تباين ... في الطول والقصر

  أين من كان قبلكم ... من ذوي البأس والخطر

  سائلوا عنهم المدائن ... واستبحثوا الخبر

  سبقونا إلى الرحيل ... وإنا لبالأثر

  من مضى عبرة لنا ... وغدا نحن معتبر

  أن للموت أخذة ... تسبق اللمح بالبصر

  فكأني بكم غدا ... في ثياب من المدر

  قد نقلتم من القصور ... إلى ظلمة الحفر

  حيث لا تضرب القباب ... عليكم ولا الحجر

  حيث لا تطربون منه ... للهو ولا سمر

  رحم الله مسلما ... ذكر الموت فازدجر

  رحم الله مؤمنا ... خاف فاستشعر الحذر

  ومن جيد شعر الرضي أبي الحسن | في ذكر الدنيا وتقلبها بأهلها

  وهل نحن إلا مرامي السهام ... يحفزها نابل دائب

  نسر إذا جازنا طائش ... ونجزع إن مسنا صائب

  ففي يومنا قدر لا بد ... وعند غد قدر واثب