شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه

صفحة 94 - الجزء 12

  وروى زيد بن أسلم عن أبيه أن نفرا من المسلمين كلموا عبد الرحمن بن عوف فقالوا كلم لنا عمر بن الخطاب فقد والله أخشانا حتى لا نستطيع أن نديم إليه أبصارنا فذكر عبد الرحمن له ذلك فقال أوقد قالوا ذلك والله لقد لنت لهم حتى تخوفت الله في أمرهم وقد تشددت عليهم حتى خفت الله في أمرهم وأنا والله أشد فرقا لله منهم لي.

  وروى جابر بن عبد الله قال قال رجل لعمر يا خليفة الله قال خالف الله بك قال جعلني الله فداك قال إذن يهينك الله.

  وروى أبو جعفر قال استشار عمر في أمر المال كيف يقسمه فقال له علي بن أبي طالب # تقسم كل سنة ما اجتمع معك من المال ولا تمسك منه شيئا وقال عثمان بن عفان أرى مالا كثيرا يسع الناس وإن لم يحصوا حتى يعرف من أخذ ممن لم يأخذ خشيت أن ينتشر الأمر فقال الوليد بن هشام بن المغيرة يا أمير المؤمنين قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديوانا وجندوا جنودا وفرضوا لهم أرزاقا فأخذ بقوله فدعا عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم وكانوا نساب قريش وقال اكتبوا الناس على منازلهم فكتبوا فبدءوا ببني هاشم ثم أتبعوهم أبا بكر وقومه ثم عمر وقومه على ترتيب الخلافة فلما نظر إليه قال وددت أنه كان هكذا لكن ابدأ بقرابة النبي ÷ الأقرب فالأقرب حتى تضعوا عمر حيث وضعه الله.

  قال أبو جعفر جاءت بنو عدي إلى عمر فقالوا له يا عمر أنت خليفة رسول الله ÷