نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه
  بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}[الأعراف: ١٧٢] فلما أشهدهم وأقروا له أنه الرب ø وأنهم العبيد كتب ميثاقهم في رق ثم ألقمه هذا الحجر وأن له لعينين ولسانا وشفتين تشهد لمن وافاه بالموافاة فهو أمين الله ø في هذا المكان فقال عمر لا أبقاني الله بأرض لست بها يا أبا الحسن.
  قلت قد وجدنا في الآثار والأخبار في سيرة عمر أشياء تناسب قوله في هذا الحجر الأسود كما أمر بقطع الشجرة التي بويع رسول الله ÷ تحتها بيعة الرضوان في عمرة الحديبية لأن المسلمين بعد وفاة رسول الله ÷ كانوا يأتونها فيقيلون تحتها فلما تكرر ذلك أوعدهم عمر فيها ثم أمر بها فقطعت.
  وروى المغيرة بن سويد قال خرجنا مع عمر في حجة حجها فقرأ بنا في الفجر {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ١}[الفيل: ١] و {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ١}[قريش: ١] فلما فرغ رأى الناس يبادرون إلى مسجد هناك فقال ما بالهم قالوا مسجد صلى فيه النبي ÷ والناس يبادرون إليه فناداهم فقال هكذا هلك أهل الكتاب قبلكم اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا من عرضت له صلاة في هذا المسجد فليصل ومن لم تعرض له صلاة فليمض.
  وأتى رجل من المسلمين إلى عمر فقال أنا لما فتحنا المدائن أصبنا كتابا فيه علم من علوم الفرس وكلام معجب فدعا بالدرة فجعل يضربه بها ثم قرأ {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}[يوسف: ٣] ويقول ويلك أقصص أحسن من كتاب الله إنما هلك