شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه

صفحة 106 - الجزء 12

  عبد الرحمن بن عوف وقال يا أمير المؤمنين قد أقيم عليه الحد مرة فلم يلتفت إليه وزبره فأخذته السياط وجعل يصيح أنا مريض وأنت والله قاتلي فلم يرق له حتى استوفى الحد وحبسه ثم مرض شهرا ومات.

  وروى الزبير بن بكار قال خطب عمر أم كلثوم بنت علي # فقال له إنها صغيرة فقال زوجنيها يا أبا الحسن فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد فقال أنا أبعثها إليك فإن رضيتها زوجتكها فبعثها إليه ببرد وقال لها قولي هذا البرد الذي ذكرته لك فقالت له ذلك فقال قولي له قد رضيته رضي الله عنك ووضع يده على ساقها فقالت له أتفعل هذا لو لا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ثم جاءت أباها فأخبرته الخبر وقالت بعثتني إلى شيخ سوء قال مهلا يا بنية إنه زوجك فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون فقال رفئوني رفئوني قالوا بما ذا يا أمير المؤمنين قال تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب

  سمعت رسول الله ÷ يقول كل سبب ونسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري.

  وكتب عثمان إلى أبي موسى إذا جاءك كتابي هذا فأعط الناس أعطياتهم واحمل ما بقي إلي ففعل وجاء زيد بن ثابت بالمال فوضعه بين يدي عثمان فجاء ابن لعثمان فأخذ منه أستاندانة من فضة فمضى بها فبكى زيد قال عثمان ما يبكيك قال أتيت عمر مثل ما أتيتك به فجاء ابن له فأخذ درهما فأمر به فانتزع منه حتى أبكى