شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة

صفحة 125 - الجزء 12

  وعندي في هذا الحديث كلام والأظهر أن الرواية المشهورة هي الصحيحة وهي قوله صدع من حديد ولكن بفتح الدال وهو ما كان من الوعول بين العظيم والشخت فإن ثبتت الرواية بتسكين الدال فغير ممتنع أيضا يقال رجل صدع إذا كان ضربا من الرجال ليس برهل ولا غليظ.

  ورابع الخلفاء هو علي بن أبي طالب # وأراد بالأسقف مدحه.

  وقول عمر وا دفراه إشارة إلى نفسه كأنه استصغر نفسه وعابها بالنسبة إلى ما وصفه الأسقف من مدح الرابع وإطرائه.

  فأما تأويل أبي عبيدة فإنه ظن أن الرابع عثمان وجعل رسول الله ÷ معدودا من الجملة ليصح كون عثمان رابعا وجعل الدفر والنتن له وصرف اللفظ عن الرواية المشهورة إلى غيرها فقال صدأ حديد ليطابق لفظه النتن على ما يليق بها فغير خاف ما فيه من التعسف ورفض الرواية المشهورة.

  وأيضا فإن رسول الله ÷ لا يجوز إدخاله في لفظ الخلفاء لأنه ليس بخليفة لأن الخليفة من يخلف غيره ورسول الله ÷ مستخلف الناس كلهم وليس بخليفة لأحد.

  وفي حديث عمر قال عند موته لو أن لي ما في الأرض جميعا لافتديت به من هول المطلع.

  قال أبو عبيد هو موضع الاطلاع من إشراف إلى انحدار أو من انحدار إلى إشراف وهو من الأضداد فشبه ما أشرف عليه من أمر الآخرة.