فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة
  وفي حديثه أن عطاء بن يسار قال قلت للوليد بن عبد الملك روي لي أن عمر بن الخطاب قال وددت أني سلمت من الخلافة كفافا لا علي ولا لي فقال كذبت الخليفة يقول هذا فقلت أوكذبت فأفلت منه بجريعة الذقن.
  قال يقال خلص من خصمه كفافا أي كف كل واحد منهما على صاحبه فلم ينل أحدهما من الآخر شيئا.
  وأفلت فلان بجريعة ذقن أي أن نفسه قد صارت في فيه وجريعة تصغير جرعة.
  قلت وإنما استعظم الوليد ذلك لأن بني أمية كانوا يرون أن من ولي الخلافة فقد وجبت له الجنة ولهذا خطب هشام يوم ولي فقال الحمد لله الذي أنقذني من النار بهذا المقام وفي حديثه أن سماك بن حرب قال رأيت عمر فرأيت رجلا أروح كأنه راكب والناس يمشون كأنه من رجال بني سدوس.
  قال الأروح الذي تتدانى عقباه وتتباعد صدور قدميه يقال أروح بين الروح والأفحج الذي تتدانى صدور قدميه وتتباعد عقباه وتتفحج ساقاه والأوكع الذي يميل إبهام رجله على أصابعه حتى يزول فيرى شخص أصلها خارجا وهو الوكع ومنه أمة وكعاء وبنو سدوس فخذ من بني شيبان والطول أغلب عليهم.