شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الطعن السادس

صفحة 238 - الجزء 12

  قال أبو الفرج يعني إن ضربه تصير شهادته شهادتين فيوجب بذلك الرجم على المغيرة.

  قال فاستتاب عمر أبا بكرة فقال إنما تستتيبني لتقبل شهادتي قال أجل قال فإني لا أشهد بين اثنين ما بقيت في الدنيا قال فلما ضربوا الحد قال المغيرة الله أكبر الحمد لله الذي أخزاكم فقال عمر اسكت أخزى الله مكانا رأوك فيه.

  قال وأقام أبو بكرة على قوله وكان يقول والله ما أنسي قط فخذيها وتاب الاثنان فقبل شهادتهما وكان أبو بكرة بعد ذلك إذا طلب إلى شهادة قال اطلبوا غيري فإن زيادا أفسد علي شهادتي.

  وقال أبو الفرج وروى إبراهيم بن سعيد عن أبيه عن جده قال لما ضرب أبو بكرة أمرت أمه بشاة فذبحت وجعل جلدها على ظهره قال إبراهيم فكان أبي يقول ما ذاك إلا من ضرب شديد.

  قال أبو الفرج فحدثنا الجوهري عن عمر بن شبة عن علي بن محمد عن يحيى بن زكريا عن مجالد عن الشعبي قال كانت الرقطاء التي رمي بها المغيرة تختلف إليه في أيام إمارته الكوفة في خلافة معاوية في حوائجها فيقضيها لها.

  قال أبو الفرج وحج عمر بعد ذلك مرة فوافق الرقطاء بالموسم فرآها وكان المغيرة يومئذ هناك فقال عمر للمغيرة ويحك أتتجاهل علي والله ما أظن أبا بكرة كذب عليك وما رأيتك إلا خفت أن أرمي بحجارة من السماء.

  قال وكان علي # بعد ذلك يقول إن ظفرت بالمغيرة لأتبعته الحجارة.

  قال أبو الفرج فقال حسان بن ثابت يهجو المغيرة ويذكر هذه القصة:

  لو أن اللؤم ينسب كان عبدا ... قبيح الوجه أعور من ثقيف