شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر طرف من سيرة النبي # عند موته

صفحة 37 - الجزء 13

  انتفاخ بطنه واخضرارها وينتظر بذلك حضور أبي بكر ليكشف عن وجهه أنا لا أصدق ذلك ولا يسكن قلبي إليه والصحيح أن دخول أبي بكر إليه وكشفه عن وجهه وقوله ما قال إنما كان بعد الفراغ من البيعة وأنهم كانوا مشتغلين بها كما ذكر في الرواية الأخرى.

  وبقي الإشكال في قعود علي # عن تجهيزه إذا كان أولئك مشتغلين بالبيعة فما الذي شغله هو فأقول يغلب على ظني إن صح ذلك أن يكون قد فعله شناعة على أبي بكر وأصحابه حيث فاته الأمر واستؤثر عليه به فأراد أن يتركه ÷ بحاله لا يحدث في جهازه أمرا ليثبت عند الناس أن الدنيا شغلتهم عن نبيهم ثلاثة أيام حتى آل أمره إلى ما ترون وقد كان # يتطلب الحيلة في تهجين أمر أبي بكر حيث وقع في السقيفة ما وقع بكل طريق ويتعلق بأدنى سبب من أمور كان يعتمدها وأقوال كان يقولها فلعل هذا من جملة ذلك أو لعله إن صح ذلك فإنما تركه ÷ بوصية منه إليه وسر كانا يعلمانه في ذلك.

  فإن قلت فلم لا يجوز أن يقال إن صح ذلك إنه أخر جهازه ليجتمع رأيه ورأي المهاجرين على كيفية غسله وتكفينه ونحو ذلك من أموره قلت لأن الرواية الأولى تبطل هذا الاحتمال وهي قوله ÷ لهم قبل موته يغسلني أهلي الأدنى منهم فالأدنى وأكفن في ثيابي أو في بياض مصر أو في حلة يمنية.

  قال أبو جعفر فأما الذين تولوا غسله فعلي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وقثم بن العباس وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله ÷