شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر طرف من سيرة النبي # عند موته

صفحة 43 - الجزء 13

  وقد روى كثير من الناس ندبة فاطمة # أباها يوم موته وبعد ذلك اليوم وهي ألفاظ معدودة مشهورة منها

  يا أبتاه جنة الخلد مثواه يا أبتاه عند ذي العرش مأواه يا أبتاه كان جبرئيل يغشاه يا أبتاه لست بعد اليوم أراه.

  ومن الناس من يذكر أنها كانت تشوب هذه الندبة بنوع من التظلم والتألم لأمر يغلبها والله أعلم بصحة ذلك والشيعة تروي أن قوما من الصحابة أنكروا بكاءها الطويل ونهوها عنه وأمروها بالتنحي عن مجاورة المسجد إلى طرف من أطراف المدينة.

  وأنا أستبعد ذلك والحديث يدخله الزيادة والنقصان ويتطرق إليه التحريف والافتعال ولا أقول أنا في أعلام المهاجرين إلا خيرا