شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

238 - ومن خطبة له # ومن الناس من يسمي هذه الخطبة بالقاصعة

صفحة 170 - الجزء 13

  الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ٤٩}⁣[البقرة: ٤٩].

  و المرار بضم الميم شجر مر في الأصل واستعير شرب المرار لكل من يلقى شديد المشقة.

  ورأى الله منهم جد الصبر أي أشده.

  وأئمة أعلاما أي يهتدى بهم كالعلم في الفلاة: فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانُوا حَيْثُ كَانَتِ اَلْأَمْلاَءُ مُجْتَمِعَةً وَاَلْأَهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً وَاَلْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً وَاَلْأَيْدِي مُتَرَادِفَةً وَاَلسُّيُوفُ مُتَنَاصِرَةً وَاَلْبَصَائِرُ نَافِذَةً وَاَلْعَزَائِمُ وَاحِدَةً أَ لَمْ يَكُونُوا أَرْبَاباً فِي أَقْطَارِ اَلْأَرَضِينَ وَمُلُوكاً عَلَى رِقَابِ اَلْعَالَمِينَ فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ فِي آخِرِ أُمُورِهِمْ حِينَ وَقَعَتِ اَلْفُرْقَةُ وَتَشَتَّتَتِ اَلْأُلْفَةُ وَاِخْتَلَفَتِ اَلْكَلِمَةُ وَاَلْأَفْئِدَةُ وَتَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِينَ وَتَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِينَ وَقَدْ خَلَعَ اَللَّهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ كَرَامَتِهِ وَسَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ وَبَقِيَ قَصَصُ أَخْبَارِهِمْ فِيكُمْ عِبَراً عِبْرَةً لِلْمُعْتَبِرِينَ مِنْكُمْ الأملاء الجماعات الواحد ملأ.