شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

حديث السقيفة

صفحة 58 - الجزء 2

  كل واحد مع إلفه ثم صادفت عمر تلك الليلة في مسيرنا فحادثته فشكا إلي تخلف علي عنه فقلت ألم يعتذر إليك قال بلى فقلت هو ما اعتذر به قال يا ابن عباس إن أول من ريثكم عن هذا الأمر أبو بكر إن قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة والنبوة قلت لم ذاك يا أمير المؤمنين ألم ننلهم خيرا قال بلى ولكنهم لو فعلوا لكنتم عليهم جحفا جحفا.

  قال أبو بكر وأخبرنا أبو زيد قال حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال حدثنا علي بن هشام مرفوعا إلى عاصم بن عمرو بن قتادة قال لقي علي # عمر فقال له علي # أنشدك الله هل استخلفك رسول الله ÷ قال لا قال فكيف تصنع أنت وصاحبك قال أما صاحبي فقد مضى لسبيله وأما أنا فسأخلعها من عنقي إلى عنقك فقال جدع الله أنف من ينقذك منها لا ولكن جعلني الله علما فإذا قمت فمن خالفني ضل قال أبو بكر وأخبرنا أبو زيد عن هارون بن عمر عن محمد بن سعيد بن الفضل عن أبيه عن الحارث بن كعب عن عبد الله بن أبي أوفى الخزاعي قال كان خالد بن سعيد بن العاص من عمال رسول الله ÷ على اليمن فلما قبض رسول الله ÷ جاء المدينة وقد بايع الناس أبا بكر فاحتبس عن أبي بكر فلم يبايعه أياما وقد بايع الناس وأتى بني هاشم فقال أنتم الظهر والبطن والشعار دون الدثار والعصا دون اللحا فإذا رضيتم رضينا وإذا سخطتم سخطنا حدثوني إن كنتم قد بايعتم هذا الرجل قالوا نعم قال على برد ورضا من جماعتكم قالوا نعم قال