قدوم عمرو بن العاص على معاوية
  إن هي صفت لك ليتك لا تغلب على الشام فقال معاوية يا عتبة بت عندنا الليلة فلما جن الليل على عتبة رفع صوته ليسمع معاوية وقال:
  أيها المانع سيفا لم يهز ... إنما ملت على خز وقز
  إنما أنت خروف ماثل ... بين ضرعين وصوف لم يجز
  أعط عمرا إن عمرا تارك ... دينه اليوم لدنيا لم تحز
  يا لك الخير فخذ من دره ... شخبه الأول وابعد ما غرز
  واسحب الذيل وبادر فوقها ... وانتهزها إن عمرا ينتهز
  أعطه مصرا وزده مثلها ... إنما مصر لمن عز فبز
  واترك الحرص عليها ضلة ... واشبب النار لمقرور يكز
  إن مصرا لعلي أو لنا ... يغلب اليوم عليها من عجز
  قال فلما سمع معاوية قول عتبة أرسل إلى عمرو فأعطاه مصر فقال عمرو لي الله عليك بذلك شاهد قال نعم لك الله علي بذلك إن فتح الله علينا الكوفة فقال عمرو {وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ٢٨}[القصص: ٢٨].
  فخرج عمرو من عنده فقال له ابناه ما صنعت قال أعطانا مصر طعمة قالا وما مصر في ملك العرب قال لا أشبع الله بطونكما إن لم تشبعكما مصر.
  قال وكتب معاوية له بمصر كتابه وكتب على ألا ينقض شرط طاعة فكتب عمرو على ألا تنقض طاعة شرطا فكايد كل واحد منهما صاحبه.
  قلت قد ذكر هذا اللفظ أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في كتابه الكامل