شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار علي عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى أهل الكوفة

صفحة 19 - الجزء 14

  وأنا مؤديه إليكم أمر ألا تستخفوا بسلطان الله وألا تجترءوا على الله أن تأخذوا كل من قدم عليكم من أهل المدينة في هذا الأمر فتردوه إلى المدينة حتى تجتمع الأمة على إمام ترتضي به إنها فتنة صماء النائم فيها خير من اليقظان واليقظان خير من القاعد والقاعد خير من القائم والقائم خير من الراكب فكونوا جرثومة من جراثيم العرب أغمدوا سيوفكم وأنصلوا أسنتكم واقطعوا أوتار قسيكم حتى يلتئم هذا الأمر وتنجلي هذه الفتنة.

  قال أبو جعفر | فرجع ابن عباس إلى علي # فأخبره فدعا الحسن ابنه # وعمار بن ياسر وأرسلهما إلى الكوفة فلما قدماها كان أول من أتاهما مسروق بن الأجدع فسلم عليهما وأقبل على عمار فقال يا أبا اليقظان علام قتلتم أمير المؤمنين قال على شتم أعراضنا وضرب أبشارنا قال فو الله ما عاقبتم بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لكان خيرا للصابرين ثم خرج أبو موسى فلقي الحسن # فضمه إليه وقال لعمار يا أبا اليقظان أغدوت فيمن غدا على أمير المؤمنين وأحللت نفسك مع الفجار قال لم أفعل ولم تسوءني فقطع عليهما الحسن وقال لأبي موسى يا أبا موسى لم تثبط الناس عنا فو الله ما أردنا إلا الإصلاح وما مثل أمير المؤمنين يخاف على شيء قال أبو موسى صدقت بأبي وأمي ولكن المستشار مؤتمن سمعت رسول الله ÷ يقول ستكون فتنة وذكر تمام الحديث فغضب عمار وساءه ذلك وقال أيها الناس إنما قال رسول الله ÷ ذلك له خاصة وقام رجل من بني تميم فقال لعمار اسكت أيها العبد أنت أمس مع الغوغاء وتسافه أميرنا اليوم وثار زيد بن صوحان وطبقته فانتصروا لعمار وجعل أبو موسى يكف الناس ويردعهم عن الفتنة ثم انطلق حتى صعد المنبر وأقبل زيد بن صوحان ومعه كتاب من عائشة إليه خاصة وكتاب منها إلى أهل الكوفة عامة تثبطهم عن نصرة