اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب
  وقال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك منهم الشيخ أبو القاسم البلخي وأبو جعفر الإسكافي وغيرهما.
  وقال أكثر الناس من أهل الحديث والعامة من شيوخنا البصريين وغيرهم مات على دين قومه ويروون في ذلك حديثا مشهورا أن رسول الله ÷ قال له عند موته قل يا عم كلمة أشهد لك بها غدا عند الله تعالى فقال لو لا أن تقول العرب إن أبا طالب جزع عند الموت لأقررت بها عينك.
  وروي أنه قال أنا على دين الأشياخ.
  وقيل إنه قال أنا على دين عبد المطلب وقيل غير ذلك.
  وروى كثير من المحدثين أن قوله تعالى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ١١٣ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ}[التوبة: ١١٣ - ١١٤] الآية أنزلت في أبي طالب لأن رسول الله استغفر له بعد موته.
  ورووا أن قوله تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}[القصص: ٥٦] نزلت في أبي طالب.
  ورووا أن عليا # جاء إلى رسول الله ÷ بعد موت أبي طالب فقال له إن عمك الضال قد قضى فما الذي تأمرني فيه.
  واحتجوا بأنه لم ينقل أحد عنه أنه رآه يصلي والصلاة هي المفرقة بين المسلم والكافر وأن عليا وجعفرا لم يأخذا من تركته شيئا ورووا عن النبي ÷ أنه قال إن الله قد وعدني بتخفيف عذابه لما صنع في حقي وإنه في ضحضاح من نار ورووا عنه أيضا أنه قيل له لو استغفرت لأبيك وأمك فقال لو استغفرت لهما لاستغفرت لأبي طالب فإنه صنع إلي ما لم يصنعا وإن عبد الله وآمنة وأبا طالب جمرات من جمرات جهنم.