الفصل الثالث قصة غزوة بدر
  فما تريد هذا سيد كنانة هو لنا جار على من نخلف فقال عتبة لا شيء أنا خارج قال الواقدي وكان الذي بين بني كنانة وقريش أن ابنا لحفص بن الأحنف أحد بني معيط بن عامر بن لؤي خرج يبغي ضالة وهو غلام في رأسه ذؤابة وعليه حلة وكان غلاما وضيئا فمر بعامر بن يزيد بن عامر بن الملوح بن يعمر أحد رؤساء بني كنانة وكان بضجنان فقال من أنت يا غلام قال ابن لحفص بن الأحنف فقال يا بني بكر ألكم في قريش دم قالوا نعم قال ما كان رجل يقتل هذا برجله إلا استوفى فاتبعه رجل من بني بكر فقتله بدم له في قريش فتكلمت فيه قريش فقال عامر بن يزيد قد كانت لنا فيكم دماء فإن شئتم فأدوا ما لنا قبلكم ونؤدي إليكم ما كان فينا وإن شئتم فإنما هو الدم رجل برجل وإن شئتم فتجافوا عنا فيما قبلنا ونتجافى عنكم فيما قبلكم فهان ذلك الغلام على قريش وقالوا صدق رجل برجل فلهوا عنه أن يطلبوا بدمه فبينا أخوه مكرز بن حفص بمر الظهران إذ نظر عامر بن يزيد وهو سيد بني بكر على جمل له فلما رآه قال ما أطلب أثرا بعد عين وأناخ بعيره وهو متوشح سيفه فعلاه به حتى قتله ثم أتى مكة من الليل فعلق سيف عامر بن يزيد بأستار الكعبة فلما أصبحت قريش رأوا سيف عامر بن يزيد فعرفوا أن مكرز بن حفص قتله وقد كانت تسمع من مكرز في ذلك قولا وجزعت بنو بكر من قتل سيدها فكانت معدة لقتل رجلين من قريش سيدين أو ثلاثة من ساداتها فجاء النفير وهم على هذا الأمر فخافوهم على من تخلف بمكة من ذراريهم فلما قال سراقة ما قال وهو ينطق بلسان إبليس شجع القوم.