الفصل الثالث قصة غزوة بدر
  أن يصبحوا بدرا إن لم يعترض لهم فما أقرتهم العير حتى ضربوها بالعقل على أن بعضها ليثنى بعقالين وهي ترجع الحنين تواردا إلى ماء بدر وما إن بها إلى الماء من حاجة لقد شربت بالأمس وجعل أهل العير يقولون إن هذا شيء ما صنعته الإبل منذ خرجنا قالوا وغشينا تلك الليلة ظلمة شديدة حتى ما نبصر شيئا.
  قال الواقدي وكان بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء وردا على مجدي بدرا يتجسسان الخبر فلما نزلا ماء بدر أناخا راحلتيهما إلى قريب من الماء ثم أخذ أسقيتهما يسقيان من الماء فسمعا جاريتين من جواري جهينة يقال لإحداهما برزة وهي تلزم صاحبتها في درهم كان لها عليها وصاحبتها تقول إنما العير غدا أو بعد غد قد نزلت ومجدي بن عمر يسمعها فقال صدقت فلما سمع ذلك بسبس وعدي انطلقا راجعين إلى النبي ÷ حتى أتياه بعرق الظبية فأخبراه الخبر.
  قال الواقدي وحدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده وكان أحد البكاءين قال قال رسول الله ÷ لقد سلك فج الروحاء موسى النبي # في سبعين ألفا من بني إسرائيل وصلوا في المسجد الذي بعرق الظبية.
  قال الواقدي وهي من الروحاء على ميلين مما يلي المدينة إذا خرجت على يسارك.
  قال الواقدي وأصبح أبو سفيان ببدر قد تقدم العير وهو خائف من الرصد فقال يا مجدي هل أحسست أحدا تعلم والله ما بمكة قرشي ولا قرشية له نش