شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الفصل الثالث قصة غزوة بدر

صفحة 109 - الجزء 14

  فندفنه فإذا مضوا رجعنا إلى مكة ففعلت بنو زهرة ذلك فلما أصبحوا بالأبواء راجعين تبين للناس أن بني زهرة رجعوا فلم يشهدها زهري البتة وكانوا مائة وقيل أقل من مائة وهو أثبت وقال قوم كانوا ثلاثمائة ولم يثبت ذلك.

  قال الواقدي وقال عدي بن أبي الزغباء منحدره من بدر إلى المدينة وانتشرت الركاب عليه فجعل عدي يقول:

  أقم لها صدورها يا بسبس ... إن مطايا القوم لا تحبس

  وحملها على الطريق أكيس ... قد نصر الله وفر الأخنس

  قال الواقدي وذكر أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب إن بني عدي خرجوا من النفير حتى كانوا بثنية لفت فلما كان في السحر عدلوا في الساحل منصرفين إلى مكة فصادفهم أبو سفيان فقال كيف رجعتم يا بني عدي ولا في العير ولا في النفير قالوا أنت أرسلت إلى قريش أن ترجع فرجع من رجع ومضى من مضى فلم يشهدها أحد من بني عدي ويقال إنه لاقاهم بمر الظهران فقال تلك المقالة لهم.

  قال الواقدي وأما رسول الله ÷ فكان صبيحة أربع عشرة من شهر رمضان بعرق الظبية فجاء أعرابي قد أقبل من تهامة فقال له أصحاب النبي ÷ هل لك علم بأبي سفيان بن حرب قال ما لي بأبي سفيان علم قالوا تعال فسلم على رسول الله ÷ قال أوفيكم رسول الله قالوا نعم قال فأيكم رسول الله قالوا هذا فقال أنت رسول الله قال نعم قال فما في