شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الفصل الثالث قصة غزوة بدر

صفحة 113 - الجزء 14

  قال الواقدي وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال قال سعد بن معاذ يومئذ يا رسول الله إنا قد خلفنا من قومنا قوما ما نحن بأشد حبا لك منهم ولا أطوع لهم رغبة ونية في الجهاد ولو ظنوا أنك يا رسول الله ملاق عدوا ما تخلفوا عنك ولكن إنما ظنوا أنها العير نبني لك عريشا فتكون فيه ونعد عندك رواحلك ثم نلقى عدونا فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا وإن تكن الأخرى جلست على رواحلك فلحقت من وراءنا فقال له النبي ÷ خيرا ثم قال أويقضي الله خيرا يا سعد.

  قال الواقدي فلما فرغ سعد من المشورة قال رسول الله ÷ سيروا على بركة الله فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم.

  قال الواقدي وقالوا لقد أرانا رسول الله ÷ مصارعهم يومئذ هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان فما عدا كل رجل منهم مصرعه قال فعلم القوم أنهم يلاقون القتال وأن العير تفلت ورجا القوم النصر لقول النبي ص.

  قال الواقدي فمن يومئذ عقد رسول الله ÷ الألوية وكانت ثلاثة وأظهر السلاح وكان خرج من المدينة على غير لواء معقود وسار فلقي سفيان الضمري ومع رسول الله ÷ قتادة بن النعمان ومعاذ بن جبل فقال رسول الله ÷ من الرجل فقال الضمري بل ومن أنتم فقال رسول الله ÷ تخبرنا ونخبرك فقال الضمري وذاك بذاك قال نعم قال الضمري فاسألوا عما شئتم فقال له ÷ أخبرنا عن قريش قال الضمري بلغني أنهم خرجوا يوم كذا من مكة فإن كان الخبر صادقا فإنهم بجنب هذا الوادي ثم قال