الفصل الثالث قصة غزوة بدر
  قال الواقدي وحدثني عمر بن عثمان عن عكاشة بن محصن قال انقطع سيفي يوم بدر فأعطاني رسول الله ÷ عودا فإذا هو سيف أبيض طويل فقاتلت به حتى هزم الله المشركين ولم يزل ذلك السيف عند عكاشة حتى هلك.
  قال وقد روى رجال من بني عبد الأشهل عدة قالوا انكسر سيف سلمة بن أسلم بن حريش يوم بدر فبقي أعزل لا سلاح معه فأعطاه رسول الله ÷ قضيبا كان في يده من عراجين ابن طاب فقال اضرب به فإذا هو سيف جيد فلم يزل عنده حتى قتل يوم جسر أبي عبيد.
  قال الواقدي وأصاب حارثة بن سراقة وهو يكرع في الحوض سهم غرب من المشركين فوقع في نحره فمات فلقد شرب القوم آخر النهار من دمه وبلغ أمه وأخته وهما بالمدينة مقتله فقالت أمه والله لا أبكي عليه حتى يقدم رسول الله ÷ فأسأله فإن كان في الجنة لم أبك عليه وإن كان في النار بكيته لعمر الله فأعولته فلما قدم رسول الله ÷ من بدر جاءت أمه إليه فقالت يا رسول الله قد عرفت موضع حارثة في قلبي فأردت أن أبكي عليه ثم قلت لا أفعل حتى أسأل رسول الله ÷ عنه فإن كان في الجنة لم أبكه وإن كان في النار بكيته فأعولته فقال النبي ÷ هبلت أجنة واحدة إنها جنان كثيرة والذي نفسي بيده إنه لفي الفردوس الأعلى قالت فلا أبكي عليه أبدا.
  قال الواقدي ودعا رسول الله ÷ حينئذ بماء في إناء فغمس يده فيه ومضمض فاه ثم ناول أم حارثة بن سراقة فشربت ثم ناولت ابنتها فشربت