القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين
  قال وحدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال كان الملك يتصور في صورة من يعرفه المسلمون من الناس ليثبتهم فيقول إني قد دنوت من المشركين فسمعتهم يقولون لو حملوا علينا ما ثبتنا لهم وليسوا بشيء فاحملوا عليهم وذلك قول الله ø {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا}[الأنفال: ١٢] الآية.
  قال الواقدي وحدثني موسى بن محمد عن أبيه قال كان السائب بن أبي حبيش الأسدي يحدث في زمن عمر بن الخطاب فيقول والله ما أسرني يوم بدر أحد من الناس فيقال فمن فيقول لما انهزمت قريش انهزمت معها فيدركني رجل أبيض طويل على فرس أبلق بين السماء والأرض فأوثقني رباطا وجاء عبد الرحمن بن عوف فوجدني مربوطا وكان عبد الرحمن ينادي في العسكر من أسر هذا فليس أحد يزعم أنه أسرني حتى انتهى بي إلى رسول الله ÷ فقال لي رسول الله يا ابن أبي حبيش من أسرك قلت لا أعرفه وكرهت أن أخبره بالذي رأيت فقال رسول الله ÷ أسره ملك من الملائكة كريم اذهب يا ابن عوف بأسيرك فذهب بي عبد الرحمن قال السائب وما زالت تلك الكلمة أحفظها وتأخر إسلامي حتى كان من إسلامي ما كان.
  قال الواقدي وكان حكيم بن حزام يقول لقد رأيتنا يوم بدر وقد وقع بوادي خلص بجاد من السماء قد سد الأفق قال ووادي خلص ناحية الرويثة قال فإذا الوادي يسيل نملا فوقع في نفسي أن هذا شيء من السماء أيد به محمد فما كانت إلا الهزيمة وهي الملائكة.