شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم

صفحة 203 - الجزء 14

  فقدم في فدائه أخواه خالد بن الوليد وهشام بن الوليد فتمنع عبد الله بن جحش حتى افتكاه بأربعة آلاف فجعل هشام بن الوليد يريد ألا يبلغ ذلك يريد ثلاثة آلاف فقال خالد لهشام إنه ليس بابن أمك والله لو أبى فيه إلا كذا وكذا لفعلت فلما افتدياه خرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة فأفلت فأتى النبي ÷ فأسلم فقيل ألا أسلمت قبل أن تفتدى قال كرهت أن أسلم حتى أكون أسوة بقومي.

  قال الواقدي ويقال إن الذي أسر الوليد بن الوليد سليط بن قيس المازني وقيس بن السائب أسره عبدة بن الحسحاس فحبسه عنده حينا وهو يظن أن له مالا ثم قدم في فدائه أخوه فروة بن السائب فأقام أيضا حينا ثم افتداه بأربعة آلاف فيها عروض.

  ومن بني أبي رفاعة صيفي بن أبي رفاعة بن عائذ بن عبد الله بن عمير بن مخزوم وكان لا مال له أسره رجل من المسلمين فمكث عندهم ثم أرسله وأبو المنذر بن أبي رفاعة بن عائذ افتدي بألفين ولم يذكر الواقدي من أسره وعبد الله وهو أبو عطاء بن السائب بن عائذ بن عبد الله افتدي بألف درهم أسره سعد بن أبي وقاص والمطلب بن حنظلة بن الحارث بن عبيد بن عمير بن مخزوم أسره أبو أيوب الأنصاري ولم يكن له مال فأرسله بعد حين وخالد بن الأعلم العقيلي حليف لبني مخزوم وهو الذي يقول:

  ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما