شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

قصة غزوة أحد

صفحة 222 - الجزء 14

  انفصام سيفي عند ظبته فمصيبة في نفسي وأما البقر المذبح فقتلى في أصحابي وأما أني مردف كبشا فكبش الكتيبة نقتله إن شاء الله

  قال الواقدي وروي عن ابن عباس أن رسول الله ÷ قال أما انفصام سيفي فقتل رجل من أهل بيتي

  قال الواقدي وروى المسور بن مخرمة قال قال النبي ÷ ورأيت في سيفي فلا فكرهته هو الذي أصاب وجهه # قال الواقدي وقال النبي ÷ أشيروا علي ورأى ÷ ألا يخرج من المدينة لهذه الرؤيا ورسول الله ÷ يحب أن يوافق على مثل ما رأى وعلى ما عبر عليه الرؤيا فقام عبد الله بن أبي فقال يا رسول الله كنا نقاتل في الجاهلية في هذه المدينة ونجعل النساء والذراري في هذه الصياصي ونجعل معهم الحجارة والله لربما مكث الولدان شهرا ينقلون الحجارة إعدادا لعدونا ونشبك المدينة بالبنيان فتكون كالحصن من كل ناحية وترمى المرأة والصبي من فوق الصياصي والآطام ونقاتل بأسيافنا في السكك يا رسول الله إن مدينتنا عذراء ما فضت علينا قط وما خرجنا إلى عدو قط منها إلا أصاب منا وما دخل علينا قط إلا أصبناه فدعهم يا رسول الله فإنهم إن أقاموا أقاموا بشر محبس وإن رجعوا رجعوا خاسرين مغلوبين لم ينالوا خيرا يا رسول الله أطعني في هذا الأمر واعلم أني ورثت هذا الرأي من أكابر قومي وأهل الرأي منهم فهم كانوا أهل الحرب والتجربة.

  قال الواقدي فكان رأي رسول الله ÷ مع رأي ابن أبي وكان ذلك رأي الأكابر من أصحاب رسول الله ÷ من المهاجرين والأنصار