قصة غزوة أحد
  لقد رأيتني وانكشف الناس عن رسول الله ÷ فما بقي إلا نفير ما يتمون عشرة وأنا وأبنائي وزوجي بين يديه نذب عنه والناس يمرون عنه منهزمين فرآني ولا ترس معي ورأى رجلا موليا معه ترس فقال يا صاحب الترس ألق ترسك إلى من يقاتل فألقى ترسه فأخذته فجعلت أترس به على النبي ÷ وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل ولو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم فيقبل رجل على فرس فضربني وترست له فلم يصنع سيفه شيئا وولى وأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره فجعل النبي ÷ يصيح يا ابن عمارة أمك أمك قالت فعاونني عليه حتى أوردته شعوب.
  قال الواقدي وحدثني ابن أبي سبرة عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد المازني قال جرحت جرحا في عضدي اليسرى ضربني رجل كأنه الرقل ولم يعرج علي ومضى عني وجعل الدم لا يرقأ فقال رسول الله ÷ اعصب جرحك فتقبل أمي إلي ومعها عصائب في حقويها قد أعدتها للجراح فربطت جرحي والنبي ÷ واقف ينظر ثم قالت انهض يا بني فضارب القوم فجعل رسول الله ÷ يقول ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة قالت وأقبل الرجل الذي ضربني فقال رسول الله ÷ هذا ضارب ابنك فاعترضت أمي له فضربت ساقه فبرك فرأيت النبي ÷ تبسم حتى بدت نواجذه ثم قال استقدت يا أم عمارة ثم أقبلنا نعلوه بالسلاح حتى أتينا على نفسه فقال النبي ÷ الحمد لله الذي ظفرك وأقر عينك من عدوك وأراك ثأرك بعينك.