شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول فيما جرى للمسلمين بعد إصعادهم في الجبل

صفحة 39 - الجزء 15

  والذي نفسي بيده لا تصبر نفس على لأوائها وشدتها إلا كنت لها شفيعا أو قال شهيدا يوم القيامة.

  قال الواقدي وأتى عبد الرحمن بن عوف في خلافة عثمان بثياب وطعام فقال ولكن حمزة لم يوجد له كفن ومصعب بن عمير لم يوجد له كفن وكانا خيرا مني.

  قال الواقدي ومر رسول الله ÷ بمصعب بن عمير وهو مقتول مسجى ببردة خلق فقال لقد رأيتك بمكة وما بها أحد أرق حلة ولا أحسن لمة منك ثم أنت اليوم أشعث الرأس في هذه البردة ثم أمر به فقبر ونزل في قبره أخوه أبو الروم وعامر بن ربيعة وسويبطة بن عمرو بن حرملة ونزل في قبر حمزة علي # والزبير وأبو بكر وعمر ورسول الله ÷ جالس على حفرته.

  قال الواقدي ثم إن الناس أو عامتهم حملوا قتلاهم إلى المدينة فدفن بالبقيع منهم عدة عند دار زيد بن ثابت ودفن بعضهم ببني سلمة فنادى منادي رسول الله ÷ ردوا القتلى إلى مضاجعهم وكان الناس قد دفنوا قتلاهم فلم يرد أحد أحدا منهم إلا رجلا واحدا أدركه المنادي ولم يدفن وهو شماس بن عثمان المخزومي كان قد حمل إلى المدينة وبه رمق فأدخل على عائشة فقالت أم سلمة ابن عمي يدخل إلى غيري فقال رسول الله ÷ احملوه إلى أم سلمة فحملوه إليها فمات عندها فأمر رسول الله ÷ أن يرد إلى أحد فيدفن هناك كما هو في ثيابه التي مات فيها وكان قد مكث يوما وليلة ولم يذق شيئا فلم يصل عليه رسول الله ÷ ولا غسله.

  قال الواقدي فأما القبور المجتمعة هناك فكثير من الناس يظنها قبور قتلى أحد وكان طلحة بن عبيد الله وعباد بن تميم المازني يقولان هي قبور قوم من الأعراب كانوا