فصل في ذكر بعض مناقب جعفر بن أبي طالب
  وكان جواب علي # من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فإن أخا خولان قدم علي بكتاب منك تذكر فيه محمدا ÷ وما أنعم الله به عليه من الهدى والوحي فالحمد لله الذي صدقه الوعد وأيده بالنصر ومكن له في البلاد وأظهره على أهل العداوة والشنئان من قومه الذين وثبوا عليه وشنفوا له وأظهروا تكذيبه وبارزوه بالعداوة وظاهروا على إخراجه وعلى إخراج أصحابه وأهله وألبوا عليه العرب وجادلوهم على حربه وجهدوا في أمره كل الجهد وقلبوا له الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون وكان أشد الناس عليه تأليبا وتحريضا أسرته والأدنى فالأدنى من قومه إلا من عصم الله وذكرت أن الله تعالى اجتبى له من المسلمين أعوانا أيده الله بهم فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام فكان أفضلهم زعمت في الإسلام وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة وخليفة الخليفة ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد فرحمهما الله وجزاهما أحسن ما عملا وذكرت أن عثمان كان في الفضل تاليا فإن يك عثمان محسنا فسيجزيه الله بإحسانه وإن يك مسيئا فسيلقى ربا غفورا لا يتعاظمه ذنب أن يغفره ولعمري إني لأرجو إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الإسلام ونصيحتهم لله ولرسوله أن يكون نصيبنا في ذلك الأوفر إن محمدا ÷ لما دعا إلى الإيمان بالله والتوحيد له كنا أهل البيت أول من آمن به وصدقه فيما جاء فبتنا أحوالا كاملة مجرمة تامة وما يعبد الله في ربع ساكن من