فصل في ذكر بعض مناقب جعفر بن أبي طالب
  أعمالهم وذكرت حسدي الخلفاء وإبطائي عنهم وبغيي عليهم فأما البغي فمعاذ الله أن يكون وأما الإبطاء عنهم والكراهية لأمرهم فلست أعتذر إلى الناس من ذلك إن الله تعالى ذكره لما قبض نبيه ÷ قالت قريش منا أمير وقالت الأنصار منا أمير فقالت قريش منا محمد نحن أحق بالأمر فعرفت ذلك الأنصار فسلمت لهم الولاية والسلطان فإذا استحقوها بمحمد ÷ دون الأنصار فإن أولى الناس بمحمد أحق به منهم وإلا فإن الأنصار أعظم العرب فيها نصيبا فلا أدري أصحابي سلموا من أن يكونوا حقي أخذوا أو الأنصار ظلموا بل عرفت إن حقي هو المأخوذ وقد تركته لهم تجاوزا لله عنهم وأما ما ذكرت من أمر عثمان وقطيعتي رحمه وتأليبي عليه فإن عثمان عمل ما قد بلغك فصنع الناس به ما رأيت وإنك لتعلم أني قد كنت في عزلة عنه إلا أن تتجني فتجن ما بدا لك وأما ما ذكرت من أمر قتله عثمان فإني نظرت في هذا الأمر وضربت أنفه وعينه فلم أر دفعهم إليك ولا إلى غيرك ولعمري لئن لم تنزع عن غيك وشقاقك لتعرفنهم عن قليل يطلبونك لا يكلفونك أن تطلبهم في بر ولا بحر ولا سهل ولا جبل وقد أتاني أبوك حين ولى الناس أبا بكر فقال أنت أحق بمقام محمد وأولى الناس بهذا الأمر وأنا زعيم لك بذلك على من خالف ابسط يدك أبايعك فلم أفعل وأنت تعلم أن أباك قد قال ذلك وأراده حتى كنت أنا الذي أبيت لقرب عهد الناس بالكفر مخافة الفرقة بين أهل الإسلام فأبوك كان أعرف بحقي منك فإن تعرف من حقي ما كان أبوك يعرف تصب رشدك وإن لم تفعل فسيغني الله عنك والسلام