شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

10 - ومن كتاب له # إلى معاوية أيضا

صفحة 83 - الجزء 15

  قوله # شدخا الشدخ كسر الشيء الأجوف شدخت رأسه فانشدخ وهؤلاء الثلاثة حنظلة بن أبي سفيان والوليد بن عتبة وأبوه عتبة بن ربيعة فحنظلة أخوه والوليد خاله وعتبة جده وقد تقدم ذكر قتلة إياهم في غزاة بدر.

  والثائر طالب الثأر وقوله قد علمت حيث وقع دم عثمان فاطلبه من هناك يريد به إن كنت تطلب ثأرك من عند من أجلب وحاصر فالذي فعل ذلك طلحة والزبير فاطلب ثأرك من بني تميم ومن بني أسد بن عبد العزى وإن كنت تطلبه ممن خذل فاطلبه من نفسك فإنك خذلته وكنت قادرا على أن ترفده وتمده بالرجال فخذلته وقعدت عنه بعد أن استنجدك واستغاث بك.

  وتضج تصوت والجاحدة المنكرة والحائدة العادلة عن الحق.

  واعلم أن قوله وكأني بجماعتك يدعونني جزعا من السيف إلى كتاب الله تعالى إما أن يكون فراسة نبوية صادقة وهذا عظيم وإما أن يكون إخبارا عن غيب مفصل وهو أعظم وأعجب وعلى كلا الأمرين فهو غاية العجب وقد رأيت له ذكر هذا المعنى في كتاب غير هذا وهو أما بعد فما أعجب ما يأتيني منك وما أعلمني بمنزلتك التي أنت إليها صائر ونحوها سائر وليس إبطائي عنك إلا لوقت أنا به مصدق وأنت به مكذب وكأني أراك وأنت تضج من الحرب وإخوانك يدعونني خوفا من السيف إلى كتاب هم به كافرون وله جاحدون.

  ووقفت له # على كتاب آخر إلى معاوية يذكر فيه هذا المعنى أوله

  أما بعد فطالما دعوت أنت وأولياؤك أولياء الشيطان الحق أساطير ونبذتموه وراء