شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

26 - ومن عهد له # إلى بعض عماله وقد بعثه على الصدقة

صفحة 159 - الجزء 15

  حيث لا شهيد ولا وكيل دونه يعني يوم القيامة.

  قوله ألا يعمل بشيء من طاعة الله فيما ظهر أي لا ينافق فيعمل الطاعة في الظاهر والمعصية في الباطن.

  ثم ذكر أن الذين يتجنبون النفاق والرياء هم المخلصون.

  وألا يجبههم لا يواجههم بما يكرهونه وأصل الجبه لقاء الجبهة أو ضربها فلما كان المواجه غيره بالكلام القبيح كالضارب جبهته به سمي بذلك جبها.

  قوله ولا يعضههم أي لا يرميهم بالبهتان والكذب وهي العضيهة وعضهت فلانا عضها وقد عضهت يا فلان أي جئت بالبهتان قوله ولا يرغب عنهم تفضلا يقول لا يحقرهم ادعاء لفضله عليهم وتمييزه عنهم بالولاية والإمرة يقال فلان يرغب عن القوم أي يأنف من الانتماء إليهم أو من المخالطة لهم.

  وكان عمر بن عبد العزيز يدخل إليه سالم مولى بني مخزوم وعمر في صدر بيته فيتنحى عن الصدر وكان سالم رجلا صالحا وكان عمر أراد شراءه وعتقه فأعتقه مواليه فكان يسميه أخي في الله فقيل له أتتنحى لسالم فقال إذا دخل عليك من لا ترى لك عليه فضلا فلا تأخذ عليه شرف المجلس وهم السراج ليلة بأن يخمد فوثب إليه رجاء بن حيوة ليصلحه فأقسم عليه عمر بن عبد العزيز فجلس ثم قام عمر فأصلحه فقال له رجاء أتقوم أنت يا أمير المؤمنين قال نعم قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز