شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

كتاب لمعاوية إلى علي

صفحة 190 - الجزء 15

  كان رءوس الناس إذ سمعوا بها ... مشدخة هاماتها بالأمائم

  وما بين من لم يؤت سمعا وطاعة ... وبين تميم غير جز الحلاقم

  ثم خرج إلى خطاب جرير بعد أبيات تركنا ذكرها فقال:

  أتغضب إن أذنا قتيبة جزتا ... جهارا ولم تغضب لقتل ابن حازم

  وما منهما إلا نقلنا دماغه ... إلى الشام فوق الشاحجات الرواسم

  تذبذب في المخلاة تحت بطونها ... محذفة الأذناب جلح المقادم

  وما أنت من قيس فتنبح دونها ... ولا من تميم في الرءوس الأعاظم

  تخوفنا أيام قيس ولم تدع ... لعيلان أنفا مستقيم الخياشم

  لقد شهدت قيس فما كان نصرها ... قتيبة إلا عضها بالأباهم

  فقوله

  وما أنت من قيس فتنبح دونها

  هو معنى قول علي # لمعاوية فذكرت أمرا إن تم اعتزلك كله وابن حازم المذكور في الشعر هو عبد الله بن حازم من بني سليم وسليم من قيس عيلان وقتلته تميم أيضا وكان والي خراسان.

  قوله # وما أنت والفاضل والمفضول الرواية المشهورة بالرفع وقد رواها قوم بالنصب فمن رفع احتج بقوله وما أنت وبيت أبيك والفخر.

  وبقوله

  فما القيسي بعدك والفخار

  ومن نصب فعلى تأويل مالك والفاضل وفي ذلك معنى الفعل أي ما تصنع لأن