شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الجواب عما فخرت به بنو أمية

صفحة 275 - الجزء 15

  بيده فقاتل حتى قتل هو وبنوه وإخوته وبنو عمه بعد بذل الأمان لهم والتوثقة بالأيمان المغلظة وهو الذي سن للعرب الإباء واقتدى بعده أبناء الزبير وبنو المهلب وغيرهم.

  ومن لكم مثل محمد وإبراهيم بن عبد الله ومن لكم كزيد بن علي وقد علمتم كلمته التي قالها حيث خرج من عند هشام ما أحب الحياة إلا من ذل فلما بلغت هشاما قال خارج ورب الكعبة فخرج بالسيف ونهى عن المنكر ودعا إلى إقامة شعائر الله حتى قتل صابرا محتسبا.

  وقد بلغتكم شجاعة أبي إسحاق المعتصم ووقوفه في مشاهد الحرب بنفسه حتى فتح الفتوح الجليلة وبلغتكم شجاعة عبد الله بن علي وهو الذي أزال ملك بني مروان وشهد الحروب بنفسه وكذلك صالح بن علي وهو الذي اتبع مروان بن محمد إلى مصر حتى قتله.

  قالوا وإن كان الفضل والفخر في تواضع الشريف وإنصاف السيد وسجاحة الخلق ولين الجانب للعشيرة والموالي فليس لأحد من ذلك ما لبني العباس ولقد سألنا طارق بن المبارك وهو مولى لبني أمية وصنيعة من صنائعهم فقلنا أي القبيلتين أشد نخوة وأعظم كبرياء وجبرية أبنو مروان أم بنو العباس فقال والله لبنو مروان في غير دولتهم أعظم كبرياء من بني العباس في دولتهم وقد كان أدرك الدولتين ولذلك قال شاعرهم:

  إذا نابه من عبد شمس رأيته ... يتيه فرشحه لكل عظيم