شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

31 - ومن وصيته # للحسن # كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين

صفحة 39 - الجزء 16

  الخواضون من أهل المصر الذين ألسنتهم كالمخاريق في الدعة فإذا جد الجد فرواغون كالثعالب أما تخافون مقت الله ولا عيبها وعارها.

  ثم استقبل الحسن بوجهه فقال أصاب الله بك المراشد وجنبك المكاره ووفقك لما يحمد ورده وصدره قد سمعنا مقالتك وانتهينا إلى أمرك وسمعنا لك وأطعناك فيما قلت وما رأيت وهذا وجهي إلى معسكري فمن أحب أن يوافيني فليواف.

  ثم مضى لوجهه فخرج من المسجد ودابته بالباب فركبها ومضى إلى النخيلة وأمر غلامه أن يلحقه بما يصلحه وكان عدي بن حاتم أول الناس عسكرا.

  وقام قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ومعقل بن قيس الرياحي وزياد بن صعصعة التيمي فأنبوا الناس ولاموهم وحرضوهم وكلموا الحسن # بمثل كلام عدي بن حاتم في الإجابة والقبول فقال لهم الحسن # صدقتم رحمكم الله ما زلت أعرفكم بصدق النية والوفاء والقبول والمودة الصحيحة فجزاكم الله خيرا ثم نزل.

  وخرج الناس فعسكروا ونشطوا للخروج وخرج الحسن إلى العسكر واستخلف على الكوفة المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وأمره باستحثاث الناس وأشخاصهم إليه فجعل يستحثهم ويستخرجهم حتى يلتئم العسكر.

  وسار الحسن # في عسكر عظيم وعدة حسنة حتى نزل دير عبد الرحمن