شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

31 - ومن وصيته # للحسن # كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين

صفحة 45 - الجزء 16

  ضخم البلعوم يأكل ولا يشبع لا ينظر الله إليه ولا يموت حتى لا يكون له في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر وإنه لمعاوية وإني عرفت أن الله بالغ أمره ثم أذن المؤذن فقمنا على حالب نحلب ناقته فتناول الإناء فشرب قائما ثم سقاني وخرجنا نمشي إلى المسجد فقال لي ما جاء بك يا سفيان قلت حبكم والذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق قال فأبشر يا سفيان فإني سمعت عليا يقول سمعت رسول الله ÷ يقول يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين يعني السبابتين أو كهاتين يعني السبابة والوسطى إحداهما تفضل على الأخرى أبشر يا سفيان فإن الدنيا تسع البر والفاجر حتى يبعث الله إمام الحق من آل محمد ص.

  قلت قوله ولا في الأرض ناصر أي ناصر ديني أي لا يمكن أحدا أن ينتصر له بتأويل ديني يتكلف به عذرا لأفعاله القبيحة.

  فإن قلت قوله وإنه لمعاوية من الحديث المرفوع أو من كلام علي # أو من كلام الحسن # قلت الظاهر أنه من كلام الحسن # فإنه قد غلب على ظنه أن معاوية صاحب هذه الصفات وإن كان القسمان الأولان غير ممتنعين.

  فإن قلت فمن هو إمام الحق من آل محمد قلت أما الإمامية فتزعم أنه صاحبهم الذي يعتقدون أنه الآن حي في الأرض وأما أصحابنا فيزعمون أنه فاطمي يخلقه الله في آخر الزمان.