شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان

صفحة 63 - الجزء 16

  فَأَصْلِحْ مَثْوَاكَ وَلاَ تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ وَدَعِ اَلْقَوْلَ فِيمَا لاَ تَعْرِفُ وَاَلْخِطَابَ فِيمَا لَمْ تُكَلَّفْ وَأَمْسِكْ عَنْ طَرِيقٍ إِذَا خِفْتَ ضَلاَلَتَهُ فَإِنَّ اَلْكَفَّ عِنْدَ حَيْرَةِ اَلضَّلاَلِ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ اَلْأَهْوَالِ قوله # وأي سبب أوثق إشارة إلى القرآن لأنه هو المعبر عنه بقوله تعالى {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}⁣[آل عمران: ١٠٣].

  ثم أتى بلفظتين متقابلتين وذلك من لطيف الصنعة فقال أحي قلبك بالموعظة وأمته بالزهادة والمراد إحياء دواعيه إلى الطاعة وإماتة الشهوات عنه.

  قوله # واعرض عليه أخبار الماضين معنى قد تداوله الناس قال الشاعر:

  سل عن الماضين إن نطقت ... عنهم الأجداث والترك

  أي دار للبلى نزلوا ... وسبيل للردي سلكوا

  قوله # ودع القول فيما لا تعرف من قول رسول الله ÷ لعبد الله بن عمرو بن العاص يا عبد الله كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس مرجت عهودهم وأماناتهم وصار الناس هكذا وشبك بين أصابعه قال عبد الله فقلت مرني يا رسول الله فقال خذ ما تعرف ودع ما لا تعرف وعليك بخويصة نفسك.