شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان

صفحة 65 - الجزء 16

  أمره يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهما واجبان عندنا وأحد الأصول الخمسة التي هي أصول الدين.

  ومعنى قوله تكن من أهله لأن أهل المعروف هم الأبرار الصالحون ويجب إنكار المنكر باللسان فإن لم ينجع فباليد وتفصيل ذلك وترتيبه مذكور في كتبي الكلامية.

  قوله وخض الغمرات إلى الحق لا شبهة أن الحسن # لو تمكن لخاضها إلا أن من فقد الأنصار لا حيلة له.

  وهل ينهض البازي بغير جناح

  والذي خاضها مع عدم الأنصار هو الحسين # ولهذا عظم عند الناس قدره فقدمه قوم كثير على الحسن # فإن قلت فما قول أصحابكم في ذلك قلت هما عندنا في الفضيلة سيان أما الحسن فلوقوفه مع قوله تعالى {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا}⁣[آل عمران: ٢٨] وأما الحسين فلإعزاز الدين.

  قوله فنعم التصبر قد تقدم منا كلام شاف في الصبر.

  وقوله وأكثر الاستخارة ليس يعني بها ما يفعله اليوم قوم من الناس من سطر رقاع وجعلها في بنادق وإنما المراد أمره إياه بأن يطلب الخيرة من الله فيما يأتي ويذر.

  قوله لا خير في علم لا ينفع قول حق لأنه إذا لم ينفع كان عبثا.