بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان
  للحسن أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى وفتن الدنيا يدل على أن الإمام لا يجب أن يعصم عن غلبات الهوى ولا عن فتن الدنيا.
  قوله فتكون كالصعب النفور أي كالبعير الصعب الذي لا يمكن راكبا وهو مع ذلك نفور عن الأنس.
  ثم ذكر أن التعلم إنما هو في الصبا وفي المثل الغلام كالطين يقبل الختم ما دام رطبا.
  وقال الشاعر:
  اختم وطينك رطب إن قدرت فكم ... قد أمكن الختم أقواما فما ختموا
  ومثل هو # قلب الحدث بالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته وكان يقال التعلم في الصغر كالنقش في الحجر والتعلم في الكبر كالخط على الماء.
  قوله فأتاك من ذلك ما كنا نأتيه أي الذي كنا نحن نتجشم المشقة في اكتسابه ونتكلف طلبه يأتيك أنت الآن صفوا عفوا: أَيْ بُنَيَّ إِنِّي وَإِنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي فَقَدْ نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِهِمْ وَفَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ وَسِرْتُ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ بَلْ كَأَنِّي بِمَا اِنْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِكَ مِنْ كَدَرِهِ وَنَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِهِ فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ جَلِيلَهُ نَخِيلَهُ وَتَوَخَّيْتُ لَكَ