بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان
  بيتك وسلفك فإنهم لما حاولوا النظر رجعوا بأخرة إلى السمعيات وتركوا العقليات لأنها أفضت بهم إلى ما لا يعرفونه ولا هو من تكليفهم.
  ثم قال له فإن كرهت التقليد المحض وأحببت أن تسلك مسلكهم في النظر وإن أفضى بك الأمر بأخرة إلى تركه والعود إلى المعروف من الشرعيات وما ورد به الكتاب والسنة فينبغي أن تنظر وأنت مجتمع الهم خال من الشبهة وتكون طالبا للحق غير قاصد إلى الجدل والمراء فلما وجدنا ظاهر اللفظ يقتضي هذه المعاني ولم يجز عندنا أن يأمر أمير المؤمنين # ولده مع حكمته وأهلية ولده بالتقليد وترك النظر رجعنا إلى تأويل كلامه على وجه يخرج به # من أن يأمر بما لا يجوز لمثله أن يأمر به.
  واعلم أنه قد أوصاه إذا هم بالشروع في النظر بمحض ما ذكره المتكلمون وذلك أمور منها أن يرغب إلى الله في توفيقه وتسديده.
  ومنها أن يطلب المطلوب النظري بتفهم وتعلم لا بجدال ومغالبة ومراء ومخاصمة.
  ومنها إطراح العصبية لمذهب بعينه والتورط في الشبهات التي يحاول بها نصره ذلك المذهب.
  ومنها ترك الإلف والعادة ونصرة أمر يطلب به الرئاسة وهو المعني بالشوائب التي تولج في الضلال.
  ومنها أن يكون صافي القلب مجتمع الفكر غير مشغول السر بأمر من جوع