شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان

صفحة 76 - الجزء 16

  فَاعْتَصِمْ بِالَّذِي خَلَقَكَ وَرَزَقَكَ وَسَوَّاكَ فَلْيَكُنْ وَلْيَكُنْ لَهُ تَعَبُّدُكَ وَإِلَيْهِ رَغْبَتُكَ وَمِنْهُ شَفَقَتُكَ وَاِعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ أَحَداً لَمْ يُنْبِئْ عَنِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ كَمَا أَنْبَأَ عَلَيْهِ نَبِيُّنَا ÷ فَارْضَ بِهِ رَائِداً وَإِلَى اَلنَّجَاةِ قَائِداً فَإِنِّي لَمْ آلُكَ نَصِيحَةً وَإِنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ فِي اَلنَّظَرِ لِنَفْسِكَ وَإِنِ اِجْتَهَدْتَ مَبْلَغَ نَظَرِي لَكَ عاد إلى أمره باتباع الرسول ÷ وأن يعتمد على السمع وما وردت به الشريعة ونطق به الكتاب وقال له إن أحدا لم يخبر عن الله تعالى كما أخبر عنه نبينا ÷ وصدق # فإن التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب أنبياء بني إسرائيل لم تتضمن من الأمور الإلهية ما تضمنه القرآن وخصوصا في أمر المعاد فإنه في أحد الكتابين مسكوت عنه وفي الآخر مذكور ذكرا مضطربا والذي كشف هذا القناع في هذا المعنى وصرح بالأمر هو القرآن ثم ذكر له أنه أنصح له من كل أحد وأنه ليس يبلغ وإن اجتهد في النظر لنفسه ما يبلغه هو # له لشدة حبه له وإيثاره مصلحته وقوله لم آلك نصحا لم أقصر في نصحك ألى الرجل في كذا يألو أي قصر فهو آل والفعل لازم ولكنه حذف اللام فوصل الفعل إلى الضمير فنسبه وكان أصله لا آلو لك نصحا ونصحا منصوب على التمييز وليس كما قاله الراوندي إن انتصابه على أنه مفعول ثان فإنه إلى مفعول واحد لا يتعدى فكيف إلى اثنين