أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق
  ومنها قوله أوثق سبب أخذت به سبب بينك وبين الله سبحانه هذا من قول الله تعالى {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا}[البقرة: ٢٥٦].
  و منها قوله فمن لم يبالك فهو عدوك أي لم يكترث بك وهذه الوصاة خاصة بالحسن # وأمثاله من الولاة وأرباب الرعايا وليست عامة للسوقة من أفناء الناس وذلك لأن الوالي إذا أنس من بعض رعيته أنه لا يباليه ولا يكترث به فقد أبدى صفحته ومن أبدى لك صفحته فهو عدوك وأما غير الوالي من أفناء الناس فليس أحدهم إذا لم يبال الآخر بعدو له.
  ومنها قوله قد يكون اليأس إدراكا إذا كان الطمع هلاكا هذا مثل قول القائل:
  من عاش لاقى ما يسوء ... من الأمور وما يسر
  ولرب حتف فوقه ... ذهب وياقوت ودر
  والمعنى ربما كان بلوغ الأمل في الدنيا والفوز بالمطلوب منها سببا للهلاك فيها وإذا كان كذلك كان الحرمان خيرا من الظفر.
  ومنها قوله ليس كل عورة تظهر ولا كل فرصة تصاب يقول قد تكون عورة العدو مستترة عنك فلا تظهر وقد تظهر لك ولا يمكنك إصابتها.
  وقال بعض الحكماء الفرصة نوعان فرصة من عدوك وفرصة في غير عدوك فالفرصة من عدوك ما إذا بلغتها نفعتك وإن فاتتك ضرتك وفي غير عدوك ما إذا أخطأك نفعه لم يصل إليك ضره.