شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق

صفحة 121 - الجزء 16

  شيم الغانيات فيها فلا أدري ... لذا أنث اسمها الناس أم لا

  ومنها قوله ليس كل من رمى أصاب هذا معنى مشهور قال أبو الطيب:

  ما كل من طلب المعالي نافذا ... فيها ولا كل الرجال فحولا

  ومنها قوله إذا تغير السلطان تغير الزمان في كتب الفرس أن أنوشروان جمع عمال السواد وبيده درة يقلبها فقال أي شيء أضر بارتفاع السواد وأدعى إلى محقه أيكم قال ما في نفسي جعلت هذه الدرة في فيه فقال بعضهم انقطاع الشرب وقال بعضهم احتباس المطر وقال بعضهم استيلاء الجنوب وعدم الشمال فقال لوزيره قل أنت فإني أظن عقلك يعادل عقول الرعية كلها أو يزيد عليها قال تغير رأي السلطان في رعيته وإضمار الحيف لهم والجور عليهم فقال لله أبوك بهذا العقل أهلك آبائي وأجدادي لما أهلوك له ودفع إليه الدرة فجعلها في فيه.

  ومنها قوله سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار وقد روي هذا الكلام مرفوعا وفي المثل جار السوء كلب هارش وأفعى ناهش.

  وفي المثل الرفيق إما رحيق أو حريق: إِيَّاكَ أَنْ تَذْكُرَ مِنَ اَلْكَلاَمِ مَا يَكُونُ مُضْحِكاً وَإِنْ حَكَيْتَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِكَ