شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

38 - ومن كتاب له # إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر

صفحة 158 - الجزء 16

  فأتت به حوش الفؤاد مبطنا ... سهدا إذا ما نام ليل الهوجل

  ثم أمرهم أن يطيعوه فيما يأمرهم به مما يطابق الحق وهذا من شدة دينه وصلابته # لم يسامح نفسه في حق أحب الخلق إليه أن يهمل هذا القيد

  قال رسول الله ÷ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

  وقال أبو حنيفة قال لي الربيع في دهليز المنصور إن أمير المؤمنين يأمرني بالشيء بعد الشيء من أمور ملكه فأنفذه وأنا خائف على ديني فما تقول في ذلك قال ولم يقل لي ذلك إلا في ملإ الناس فقلت له أفيأمر أمير المؤمنين بغير الحق قال لا قلت فلا بأس عليك أن تفعل بالحق قال أبو حنيفة فأراد أن يصطادني فاصطدته.

  والذي صدع بالحق في هذا المقام الحسن البصري قال له عمر بن هبيرة أمير العراق في خلافة يزيد بن عبد الملك في ملإ من الناس منهم الشعبي وابن سيرين يا أبا سعيد إن أمير المؤمنين يأمرني بالشيء اعلم أن في تنفيذه الهلكة في الدين فما تقول في ذلك قال الحسن ما ذا أقول إن الله مانعك من يزيد ولن يمنعك يزيد من الله يا عمر خف الله واذكر يوما يأتيك تتمخض ليلته عن القيامة أنه سينزل عليك ملك من السماء فيحطك عن سريرك إلى قصرك ويضطرك من قصرك إلى لزوم فراشك ثم ينقلك عن فراشك إلى قبرك ثم لا يغني عنك إلا عملك فقام عمر بن هبيرة باكيا يصطك لسانه.

  قوله فإنه سيف من سيوف الله هذا لقب خالد بن الوليد واختلف فيمن