شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نسب زياد ابن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه

صفحة 202 - الجزء 16

  فيقول انج سعد فقد هلك سعيد أو تستقيم لي قناتكم.

  إن كذبة المنبر تلفى مشهورة فإذا تعلقتم علي بكذبة فقد حلت لكم معصيتي من نقب عليه منكم فأنا ضامن لما ذهب منه فإياكم ودلج الليل فإني لا أوتى بمدلج إلا سفكت دمه وقد أجلتكم بقدر ما يأتي الخبر الكوفة ويرجع إليكم.

  إياكم ودعوى الجاهلية فإني لا أجد أحدا دعا بها إلا قطعت لسانه وقد أحدثتم أحداثا وقد أحدثنا لكل ذنب عقوبة فمن غرق بيوت قوم غرقناه ومن حرق على قوم حرقناه ومن نقب على أحد بيتا نقبنا على قلبه ومن نبش قبرا دفناه فيه حيا.

  كفوا عني أيديكم وألسنتكم أكف عنكم يدي ولساني ولا يظهرن من أحدكم خلاف ما عليه عامتكم فأضرب عنقه وقد كانت بيني وبين أقوام إحن فقد جعلت ذلك وراء أذني وتحت قدمي فمن كان منكم محسنا فليزدد إحسانا ومن كان مسيئا فلينزع عن إساءته إني لو علمت أن أحدكم قد قتله السلال من بغضي لم أكشف عنه قناعا ولم أهتك له سترا حتى يبدي لي صفحته فإذا فعل لم أناظره فاستأنفوا أموركم وأعينوا على أنفسكم فرب مبتئس بقدومنا سيسر ومسرور بقدومنا سيبأس أيها الناس إنا أصبحنا لكم ساسة وعنكم ذادة نسوسكم بسلطان الله الذي أعطاناه ونذود عنكم بفيء الله الذي خولناه فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا ولكم علينا العدل والإنصاف فيما ولينا فاستوجبوا عدلنا وفيئنا بمناصحتكم لنا واعلموا أني مهما قصرت عنه فلن أقصر عن ثلاث لست محتجبا عن طالب حاجة منكم