شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

اضطراب الأمر على عثمان ثم أخبار مقتله

صفحة 152 - الجزء 2

  بالرضا وقد كنت أعطيتهم من قبل عهدا فلم تف به فلا تغرر في هذه المرة فإني معطيهم عنك الحق قال أعطهم فو الله لأفين لهم.

  فخرج علي # إلى الناس فقال إنكم إنما تطلبون الحق وقد أعطيتموه وإنه منصفكم من نفسه فسأله الناس أن يستوثق لهم وقالوا إنا لا نرضى بقول دون فعل فدخل عليه فأعلمه فقال اضرب بيني وبين الناس أجلا فإني لا أقدر على تبديل ما كرهوا في يوم واحد فقال علي # أما ما كان بالمدينة فلا أجل فيه وأما ما غاب فأجله وصول أمرك قال نعم فأجلني فيما بالمدينة ثلاثة أيام فأجابه إلى ذلك وكتب بينه وبين الناس كتابا على رد كل مظلمة وعزل كل عامل كرهوه فكف الناس عنه وجعل يتأهب سرا للقتال ويستعد بالسلاح واتخذ جندا فلما مضت الأيام الثلاثة ولم يغير شيئا ثار به الناس وخرج قوم إلى من بذي خشب من المصريين فأعلموهم الحال فقدموا المدينة وتكاثر الناس عليه وطلبوا منه عزل عماله ورد مظالمهم فكان جوابه لهم أني إن كنت أستعمل من تريدون لا من أريد فلست إذن في شيء من الخلافة والأمر أمركم فقالوا والله لتفعلن أو لتخلعن أو لنقتلنك فأبى عليهم وقال لا أنزع سربالا سربلنيه الله فحصروه وضيقوا الحصار عليه.

  وروى أبو جعفر لما اشتد على عثمان الحصار أشرف على الناس فقال يا أهل المدينة أستودعكم الله وأسأله أن يحسن عليكم الخلافة من بعدي ثم قال أنشدكم الله هل تعلمون أنكم دعوتم الله عند مصاب عمر أن يختار لكم ويجمعكم على خيركم أفتقولون إن الله لم يستجب لكم وهنتم عليه وأنتم أهل حقه وأنصار نبيه أم تقولون هان على الله