شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في القضاة وما يلزمهم وذكر بعض نوادرهم

صفحة 65 - الجزء 17

  فقال لها إياس أي رجليك أطول فقالت هذه فقال أتذكرين ليلة ولدتك أمك قالت نعم فقال إياس رد رد.

  وجاء في الخبر المرفوع من رواية عبد الله بن عمر لا قدست أمة لا يقضى فيها بالحق ومن الحديث المرفوع من رواية أبي هريرة ليس أحد يحكم بين الناس إلا جيء به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه فكه العدل وأسلمه الجور واستعدى رجل على علي بن أبي طالب # عمر بن الخطاب ¥ وعلي جالس فالتفت عمر إليه فقال قم يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك فقام فجلس معه وتناظرا ثم انصرف الرجل ورجع علي # إلى محله فتبين عمر التغير في وجهه فقال يا أبا الحسن ما لي أراك متغيرا أكرهت ما كان قال نعم قال وما ذاك قال كنيتني بحضرة خصمي هلا قلت قم يا علي فاجلس مع خصمك فاعتنق عمر عليا وجعل يقبل وجهه وقال بأبي أنتم بكم هدانا الله وبكم أخرجنا من الظلمة إلى النور.

  أبان بن عبد الحميد اللاحقي في سوار بن عبد الله القاضي:

  لا تقدح الظنة في حكمه ... شيمته عدل وإنصاف

  يمضي إذا لم تلقه شبهة ... وفي اعتراض الشك وقاف

  كان ببغداد رجل يذكر بالصلاح والزهد يقال له رويم فولي القضاء فقال الجنيد من أراد أن يستودع سره من لا يفشيه فعليه برويم فإنه كتم حب الدنيا أربعين سنة إلى أن قدر عليها.

  الأشهب الكوفي:

  يا أهل بغداد قد قامت قيامتكم ... مذ صار قاضيكم نوح بن دراج

  لو كان حيا له الحجاج ما سلمت ... صحيحة يده من وسم حجاج