شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في القضاة وما يلزمهم وذكر بعض نوادرهم

صفحة 72 - الجزء 17

  وكان على خاتم أنوشروان لا يكون عمران حيث يجور السلطان.

  وروي استحلاب الخراج بالحاء.

  ثم قال فإن شكوا ثقلا أي ثقل طسق الخراج المضروب عليهم أو ثقل وطأة العامل.

  قال أو علة نحو أن يصيب الغلة آفة كالجراد والبرق أو البرد.

  قال أو انقطاع شرب بأن ينقص الماء في النهر أو تتعلق أرض الشرب عنه لفقد الحفر.

  قال أو بالة يعني المطر.

  قال أو إحالة أرض اغتمرها غرق يعني أو كون الأرض قد حالت ولم يحصل منها ارتفاع لأن الغرق غمرها وأفسد زرعها.

  قال أو أجحف بها عطش أي أتلفها.

  فإن قلت فهذا هو انقطاع الشرب قلت لا قد يكون الشرب غير منقطع ومع ذلك يجحف بها العطش بأن لا يكفيها الماء الموجود في الشرب.

  ثم أمره أن يخفف عنهم متى لحقهم شيء من ذلك فإن التخفيف يصلح أمورهم وهو وإن كان يدخل على المال نقصا في العاجل إلا أنه يقتضي توفير زيادة في الآجل فهو بمنزلة التجارة التي لا بد فيها من إخراج رأس المال وانتظار عوده وعود ربحه.