شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر ما نصحت به الأوائل الوزراء

صفحة 84 - الجزء 17

  نحو قر في المكان واستقر وعلا قرنه واستعلاه.

  وقوله استوص بالتجار خيرا أي أوص نفسك بذلك ومنه

  قول النبي ÷ استوصوا بالنساء خيرا ومفعولا استوص وأوص هاهنا محذوفان للعلم بهما ويجوز أن يكون استوص أي اقبل الوصية مني بهم وأوص بهم أنت غيرك.

  ثم قسم # الموصى بهم ثلاثة أقسام اثنان منها للتجار وهما المقيم والمضطرب يعني المسافر والضرب السير في الأرض قال تعالى {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ}⁣[النساء: ١٠١] وواحد لأرباب الصناعات وهو قوله والمترفق ببدنه وروي بيديه تثنية يد.

  والمطارح الأماكن البعيدة.

  وحيث لا يلتئم الناس لا يجتمعون وروي حيث لا يلتئم بحذف الواو ثم قال فإنهم أولو سلم يعني التجار والصناع استعطفه عليهم واستماله إليهم.

  وقال ليسوا كعمال الخراج وأمراء الأجناد فجانبهم ينبغي أن يراعى وحالهم يجب أن يحاط ويحمى إذ لا يتخوف منهم بائقة لا في مال يخونون فيه ولا في دولة يفسدونها وحواشي البلاد أطرافها.

  ثم قال له قد يكون في كثير منهم نوع من الشح والبخل فيدعوهم ذلك إلى الاحتكار في الأقوات والحيف في البياعات والاحتكار ابتياع الغلات في أيام