شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار الوليد بن عقبة

صفحة 234 - الجزء 17

  قال أبو الفرج وأخبرني أحمد عن عمر عن رجاله أن الشهادة لما تمت قال عثمان لعلي # دونك ابن عمك فأقم عليه الحد فأمر علي # ابنه الحسن # فلم يفعل فقال يكفيك غيرك فقال علي # بل ضعفت ووهنت وعجزت قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده فقام فجلده وعلي # يعد حتى بلغ أربعين فقال له علي # أمسك حسبك جلد رسول الله ÷ أربعين وجلد أبو بكر أربعين وكملها عمر ثمانين وكل سنة.

  قال أبو الفرج وحدثني أحمد عن عمر عن عبد الله بن محمد بن حكيم عن خالد بن سعيد قال وأخبرني بذلك أيضا إبراهيم بن محمد بن أيوب عن عبد الله بن مسلم قالوا جميعا لما ضرب عثمان الوليد الحد قال إنك لتضربني اليوم بشهادة قوم ليقتلنك عاما قابلا.

  قال أبو الفرج وحدثني أحمد بن عبد العزيز الجوهري عن عمر بن شبة عن عبد الله بن محمد بن حكيم عن خالد بن سعيد وأخبرني أيضا إبراهيم عن عبد الله قالوا جميعا كان أبو زبيد الطائي نديما للوليد بن عقبة أيام ولايته الكوفة فلما شهدوا عليه بالسكر من الخمر خرج عن الكوفة معزولا فقال أبو زبيد يتذكر أيامه وندامته:

  من يرى العير أن تمشي على ظهر ... المرورى حداتهن عجال

  ناعجات والبيت بيت أبي وهب ... خلاء تحن فيه الشمال

  يعرف الجاهل المضلل أن الدهر ... فيه النكراء والزلزال

  ليت شعري كذا كم العهد أم كانوا ... أناسا كمن يزول فزالوا